محيط ـ مصطفى نجم "دوام الحال من المحال" مقولة شهيرة تنطبق على كرة القدم المصرية التى تفتح ذراعيها للأهلى فى أحيان كثيرة وللزمالك فى بعض منها وللإسماعيلى فى مناسبات قليلة جداً، فالتاريخ يقف بجوار الأهلى الذى نجح فى انتزاع دور البطولة من غريمه التقليدى الزمالك فى معظم الأوقات وتمكن من القضاء على المشاكسات الإسماعيلاوية فى مواسم كثيرة. ففى عقد التسعينات من القرن الماضى فرض الإسماعيلى سيطرته على الكرة المحلية لموسم واحد فقط هو 1990 / 1991 ثم تلاه الزمالك لمدة موسمين عندما حقق لقب الدورى المحلى عامى 1992 ، 1993 ليأتى انتقام الأهلى قوياً جداً بعد أن فرض وصايته على البطولة لسبع سنوات متتالية تاركاً الأرض العجاف لمنافسيه، وتكرر السناريو نفسه تقريباً مع إنطلاق العقد الأول من القرن الحادى والعشرين حيث بدأ الزمالك التألق موسم 2000 / 2001 ثم استعاد الإسماعيلى لقب الدورى بعد غياب 11 عاماً ثم عادت "مدرسة الفن والهندسة" لفتح أبوابها مجدداً وتفوق طلابها موسمى 2002 / 2003 ، 2003 / 2004.
وكعادته دائماً يرد الأهلى بقسوة وينجح فى الإحتفاظ باللقب لأربع سنوات متصلة بفضل مجهودات الساحر البرتغالى مانويل جوزيه ومجموعة من اللاعبين المميزين فنياً وبدنياً وأخلاقياً فى مقدمتهم محمد
نتائج الزمالك أمام الأهلى مخيبة لآمال جمهوره
أبوتريكة ومحمد بركات ووائل جمعة وشادى محمد وعماد النحاس وحسن مصطفى وعماد متعب وأسامة حسنى وعصام الحضرى والأنجولى سيباستيان جيلبيرتو ومواطنه أمادو فلافيو. وتأتى المنافسة القوية بين الأهلى والزمالك فى مبارياتهما معاً وصراعهما الدائم على حصد الألقاب بالإضافة إلى القاعدة الجماهيرية العريضة التى يتمتع بها كل منهما وإمدادهما للمنتخب القومى بالعناصر الجيدة القادرة على رفع علم مصر عالياً ليخلق نوعاً من التوازن فى كرة القدم المحلية منذ بدايتها بشكل رسمى فى أواخر عام 1921، ليصنف الجميع "الأحمر" و "الأبيض" كقطبين متناحرين على اعتلاء عرش الكرة المصرية والعربية والإفريقية، ودفع هذا الصراع الرياضى الشرس بين الفريقين على إطلاق لقب "مباراة القمة" عندما يلتقى الأهلى والزمالك وجهاً لوجه، فالنتيجة التى سينتهى بها اللقاء غير معلومة ولا يستطيع أمهر المحللين الرياضيين أن يتوقعها. ولأن "دوام الحال من المحال" فقد تغيرت المعطيات والنتائج فى المواسم الأربعة الأخيرة بشكل خطير وأصبح للأهلى الكلمة العليا دون أدنى مقاومة من الزمالك، الذى لم يقدم للمنتخب القومى سوى عبدالواحد السيد ومحمد عبدالمنصف وطارق السيد ومحمود فتح الله وعمرو زكى ومعتز إينو، لاعب الأهلى الحالى، وعبدالحليم على فى النسختين الأخيرتين من بطولة كأس الأمم الإفريقية فى مصر 2006 وغانا 2008. وتقابل الفريقان منذ الرابع من نوفمبر 2004 فى 14 مباراة فى إرتباطات محلية وإفريقية فاز الأهلى فى 12 لقاء وفاز الزمالك
الفوز على الأهلى له مذاق خاص لدى جمهور الإسماعيلي
فى مباراة واحدة وتعادلا فى أخرى، واهتزت الشباك البيضاء 29 مرة بينما استقبل مرمى الأهلى عشرة أهداف فقط، وفى الأعوام الثمانية الماضية تنافسا فى 23 لقاء ( 13 فوز للأهلى، 6 انتصارات للزمالك، 4 تعادلات، أحرز الأهلى 42 هدفاً فيما سجل الزمالك 25 هدفاً). على النقيض تماماً، تزداد مباريات الأهلى مع الإسماعيلى لهيباً على مختلف الأصعدة الفنية والتكتيكية والبدنية وبدأت تكتسب طابعاً خاصاً بعد ارتفاع حالة الإحتقان بين جماهير الناديين والتى وصلت إلى أعلى درجة لها فى الفترة الأخيرة، وعلى مدار المواسم الأربع الماضية اصطدم "الأحمر" مع "الأصفر" فى عشر مواجهات فاز الأهلى فى نصفها وفاز "الدراويش" فى مباراتين وتعادلا فى ثلاث، وسجل لاعبو "القلعة الحمراء" 18 هدفاً ودخل مرماهم سبعة أهداف، ومنذ موسم 2000 / 2001 التقى الفريقان فى 21 مباراة ( 9 انتصارات للأهلى، 5 انتصارات للإسماعيلى، 7 تعادلات، سجل الأهلى 30 هدفاً بينما أحرز الإسماعيلى 21 هدفاً). الآن عزيزى القارىء..هل ترى أن الإسماعيلى أصبح القطب الثانى لكرة القدم المصرية فى ظل نتائجه الجيدة ومستواه المتقارب مع الأهلى وتفوقه على الزمالك فى لقاءاتهما الأخيرة إلى جانب تطعيمه لمنتخب مصر بعدد وافر من اللاعبين المميزين يأتى على رأسهم النجم حسنى عبدربه، الحاصل على لقب أحسن لاعب فى البطولة الإفريقية الماضية.. أم سيعود الزمالك لمساره الصحيح فى الأيام القامة ؟!
الأحد أغسطس 17, 2008 3:42 am
