بلا حدود
ليسوا أبطال أفريقيا
مهما خرجت تبريرات الهزيمة بالأربعة من منتخب السودان بأن اللاعبين مجهدون.. ولم يصلوا لمستواهم.. وأن المباراة تجريبية لا تهم فيها النتيجة.. وأن المدير الفني حاول تجربة أكثر من لاعب والوقوف علي مستواه.. أو من يحاول أن يضحك علينا ويوهمنا بأن التجربة مفيدة.. فإن ما حدث في ملعب المريخ بأم درمان لا يعفي واحداً من الفريق أنهم قدموا أسوأ صورة للكرة المصرية.. وأسوأ صورة لبطل أفريقيا وكأن المباراة ليست علي هواهم.. أو حسب رغبتهم أو أنهم لعبوا رغماً عنهم.. مثل الذي تقدم له طعاماً وتطالبه بالأكل وهو مستاء.. مهما كانت التبريرات فإن من لعبوا في أم درمان ليسوا نجوم أفريقيا وأبطالها وليسوا هؤلاء المحترفين في أوروبا والخليج فلا حسني عبدربه ولا محمد شوقي ولا أحمد حسام "ميدو" وحتي أصحاب الملايين في مصر أبوتريكة ومحمود فتح الله وعماد متعب وأحمد حسن. لم يكن هؤلاء هم نجوم مصر الكبار.. لم يكن ذلك محمد عبدالمنصف الذي ملأ الدنيا صراخاً وعويلاً كي يكون الحارس الأول في الزمالك وهو الذي دخل في مرماه ثلاثة أهداف مضحكة..
ماذا نفسر هذا الأداء الباهت.. البارد.. وحتي التشكيل الذي وضحت عليه المجاملة أكثر من المصلحة العامة بعدم إشراك وائل جمعة من البداية واستبدال عصام الحضري أحسن حارس في مصر وأحسن لاعب في الفريق. وبالخطة التي منحت مدرب السودان الفرصة أن يستغلها لصالحه معتمداً علي الهجمة المرتدة ومعتمداً علي بطء خطوط الفريق المصري وضعف دفاعه. إلي أن أحرز الأهداف الثلاثة الأخيرة من لعبة واحدة بعد إرسال كرات طويلة يتفرج عليها المدافعون ويفتحون كل الإشارات لصاحب الأرض أن يمر ويلعب بالعرض ويسدد من قريب أو بعيد. ساعدهم حارس مرمي تائه وكأنها المرة الأولي التي يقف فيها تحت الثلاث خشبات..
التجربة بالنسبة للفريق المصري فاشلة.. فاشلة.. والهزيمة ثقيلة جداً علي بطل أفريقيا جاءت نتيجة الدلع وفتح الخزائن والتدليل.. والآن ماذا سيفعل اتحاد الكرة مع هذا الفريق الذي وضع رأس اللعبة في الطين بهذه الهزيمة الفضيحة.. هل أسمع عن عقاب أم أن رقة القلب سوف تنسينا الهزيمة التي استطاع المنتخب السوداني أن يثأر بها من كل هزائمه السابقة. وسوف يتذكرها المجتمع الدولي لسنوات طويلة قادمة؟!.. الحقيقة لم يكن ما شاهدناه في ملعب المريخ هو منتخب مصر بطل أفريقيا..
الجمعة أغسطس 22, 2008 1:52 pm