((شوق الروح))

--------------------------------------------------------------------------------

هذا الوشاح الأرجوانيّ
الزاحف باضطراب
نحو الأفق...صوب البعيد...
تلك السفن التي نشرت للريح
أشرعتها...
وتلويحِ أكفٍ مالحٍ يروي غِلَّ البحر...
وصوتك العذب الحزين داخلي
يرسم روحي... بين عروقي
وعند حنايا وجهي
سحابَةُ كآبةٍ رماديّة...
وحنين جامحٌ...قَطّع اللِّجام
وانطلق يهذي
سمّاً في شراييني ونبضي...
يطنّ طنيناً حاداً يمزّق
أفكاري... خواطري... رأسي...
براكينُ عشقٍ ما خبت
ونيران شوقٍ ما أُخمدت
وقهر إبعادك عني ونفيك
زاد من سعير تفجّرها...
اشتياقي لك عاصفةٌ بحريّة
ما كَلَّ مَوْجُها الجشع
زيارة صخور الميناء ليفتتها... ليحطّمها...
عميقٌ جنوني بك...هيامي...هلوستي...
كلُجِّ المحيطات البعيدة...
اسمك بالنسبة لي
نورس البحر عائد دائماً للشاطئ
دون فتور أو ملل...
صورة وجهك...عيناك الساحرتان...
رنين ضحكتك...رنّة صوتك،
إدمانٌ قَهَر روحي الشامخة...
وسحق ما تبقّى من إرادتي الحديدية...
وآهٍ من اضطرابٍ وجنونِ مدمنٍ
آهٍ من لهفٍ لك يمزّقني...
يذبحني...و يقطّعني...
أبحث عنك في زبد البحر الهائج...
بموسيقاه يعزفها فوق الصخور والرمال...
بعينيّ الحزينتين...المُلتَاعتين...
وأُسائل النورس والميناء...
ونسيم البحر الرطب مرارًا:
متى سيعود من سَيُغيّب عني ويُرَحّل...
إلى تلك المدينة القريبة البعيدة؟!...

يا سفن الرحيل حمّلتُ أشرعتك البيضاء حبي له...
حنيني...هيامي...صمتي...
وألم العشق في حنايا روحي...
خذيه له غدًا يا زائرة البحر
وبلّغي الحبيب العزيز الغالي
سلامًا حارًا
حرارة الحنين يغلي في دمي...
وتحيّة رقيقة عطرة
بالياسمين الحاني عند فجر الربيع...
وشذا ورود قريتي...
وعبير البحر بعد ليل الشتاء الطويل...
لاقيه واهمسي له:
أنّ الجبال لا تلتقي
ولكن دفء روحنا
سَيُسطِّر نهاية مؤكدة تاريخية
أنّه دائمًا سيتعانق متحدًا
ويلتقي حتمًا...برغم البعد و طول المسافات...


~**(شوق الروح)**~