الخوف والرغبة الدائمة في البكاء .. الى ماذا يؤشر ؟

مشكلتي اظن انها نفسية والله
اعلم وهي انني دائما اشعر بالخوف الشديد والرغبة
الدائمة في البكاء ولا استطيع اتخاذ القرار حتى في
ابسط الاشياء الخاصة بي وعندما اطلب شيئا حتى
وان كان تافها اجد نفسي ابكي لا اعلم ما سبب هذا البكاء ،
حتة وان تفرجت على لقطات من افلام او مسلسلات حزينة اجد نفسي مجهشة بالبكاء
رجاء افيدوني بالحل افادكم الله

***********************
***********************
الحزن الذي يصاحبه خوف وقلق يؤشر الى

حالة من الكآبة وربما الاضطراب الذي يخيم على الانسان
ويعود اكثر أسبابه الى الظروف البيئية التي مر أو يمر بها
الانسان,ومنها نشأته في الطفولة وحالة الوالدين,خصوصاً,خصوصاً الوالدة,وطريقة التربية وأسلوب التعامل مع الاطفال.
وكذلك مؤشر الأحداث التي يمر بها الانسان كفقد بعض
الأهل أو المقربين,أو الخوف والاغتراب والابتعاد عن الأهل
والوطن والأحبة.
ولكل من العوامل المذكورة دوره وتأثيره,فحالة الأم التي
تتعرض الى الكبت والحرمان وتمر بظروف صعبة تفقدها بهجة
الحياة والتمتع فيها..تؤدي بها الى الحزن والكآبة
والتي قد يكتسبها
الطفل من حيث يشعر أو لايشعر لتكون جزءاً من شخصيته.
أما قساوة الأب أو الأم أوكليهما في التعامل مع الاطفال والصرامة

في محاسبتهم والتشديد في مراقبتهم فإن ذلك يؤدي الى زرع
القلق والاضطراب في نفوسهم وظهور الخوف والتردد على
شخصياتهم..
على أي حال فإن مما يخفف القلق أن حالة الكآبة شائعة في
عالمنا اليوم وربما عاشها بنحو وآخر أكثر من ثلثي سكان العالم,وأكثرهم
ينجح في تجاوزها ويواصل حياته دون تلكؤ أو مشاكل.
وهذه هي أول خطوة لك في معالجة نفسك وهي أن لاتقلقي
من الكآبة ولاتخافي من الخوف,وان تثقي بنفسك بأنك ستتجاوزين
المسألة باذن الله.
الخطوة الاخرى هي في اكتشاف نقاط الخوف والحزن في عقلك الباطن,حاولي المرور على ذكرياتك وراجعي
جدول حياتك وسجلي على ورقة مايبعث الحزن
فيك ومايسبب الخوف عندك.
ومن ثم فكري في هذه النقاط وحلليها وستجدين ان ما مضى
قد انقضى ولا رجعة فيه وان أمامك أياماً زاخرة برحمة الله
ونعمه ومفعمة بالأمل فلا داعي للقلق من أمر لم يقع..
بل العقل يحكم باستقبال الأيام,وهي تحمل الكثير من الفرص الجديدة والجيدة,ببشر وحيوية ونشاط.
وإذا ما شخصت اموراً تخافين منها فاعملي على
العكس من خوفك وقلقك لأنك إذا واجهت هذه الامور
ستجدينها عادية ويزول قلقك منها الى الابد..
يقول الامام علي(إذا هبت أمراً فقع فيه,فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه).فإذا كنت تخشين المحاولة لوحدك فاستعيني بقريبة أو صديقة أو أخ أو قريب كرفقة لك عند المحاولة.
مثلاً:قد يخاف بعض الناس من الدخول
الى الماء في حوض السباحة أو النهر,
فأفضل طريقة هو الدخول الى الماء,ابتداءً برفقة,ومن ثم مفرداً.
وقد يخاف البعض من الصعود بواسط المصعد الكهربائي,
فيمكن المحاولة أولاً مع الاخرين ومن ثم المحاولة مفرداً,وسيجد الانسان ان لاخطر في ذلك فتزول مخاوفه.
ومن المفيد أيضاً أن لايكتم الانسان في داخله مخاوفه ويظل متوجساً وانما يصارح من يثق به من القريبين عن ذلك فيزول بعضاً من قلقه ويمكن ان يساعده القريب لتجاوزه.
ومن المهم ايضاً ان يراجع الانسان نفسه ليستعيد ثقته بنفسه,
وذلك من خلال تذكر الامكانيات والنعم التي من الله تعالى به عليه,
كما قال تعالى(وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم)(النحل/18).
وسيجد الانسان نفسه مميزاً يمتلك الكثير من
المواهب وعافاه الله من الكثير من الابتلاءات,فيشكر الله ويذكره ويعبده فينعم بالاطمئنان ,قال جل ذكره (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب)(الرعد/28).

ومن المفيد أن يعاشر الانسان الناس الطيبين والمؤمنين

ويبتعد عن الناس السيئين لأن النفس تتأثر بالمحيط وعدوى الأمراض النفسية تنتقل الى الانسان بسرعة,لذا فإن التردد على الناس الذين يشعرون بالاطمئنان ويتعاملون مع الحياة بإيجابية
وأمل يسعد الانسان ويبعد عنه الشعور بالاحباط.
أخيراً من النافع أيضاً ان يشخص الانسان المناطق
والمشاهد التي تشعره بالحزن وتزيد كآبته فيبتعد عنها والعكس صحيح فإن هناك مشاهد ومحلات يرتاح لها الانسان فيكثر من مشاهدتها ومراجعتها.ومن الله التوفيق.