[b][size=9]العاطفة هذه السمة الإنسانية والوجدانية المرهفة، والتي اكتسبها الإنسان منذ عصر آدم وحواء.. وجدت لدى الإنسان والحيوان، ولكن الإنسان هو الذي طورها بكثير من التواصل مع حاجات وضرورات حياته لتكون مرتبطة بالحب، وتكون مظلة يستشف علاقاته مع غيره من البشر إن كان ذكراً او أنثى.. وهي تخبو وتعلو كالمد والجزر بحسب آليات وسمات شخص بعينه.. فليست موروثة بالمعنى الشامل وليست مكتسبة على نطاق مكنونات وتجارب الإنسان.. هي شيء ذو إحساس رفيع تتجلى منه مواقفنا وتتحدد صلاتنا مع هذه المشاعر الرقيقة، التي لا يمكن ان تكون مع العنف او الابتذال.. صفتها السمو فوق المادة والاحتياجات الآنية.. ليست هي مصلحة، بل هي هدف للكينونة والطمأنينة.. تتجدد كلما أعطى الإنسان نفحة وتعلو كلما سما الإنسان على كثير من ردود الأفعال التي تكون إما مقصودة او عفوية.
تتفجر مشاعرنا بعواطف صادقة لا يمكن ان نجزئها او نبعثرها او نسمح بالعبث بها.. فهي شيء راسخ ليس قابلاً للاهتزاز.. وهي رزمة كاملة يستطيع ان يعطيها الإنسان بالتوازي.. وإذا تكلمنا عن عواطف الحب عند المرأة والرجل، فهنا تكون بالتوازن بينهما على أكثر من صعيد.
ان العاطفة الصادقة تعلن عن نفسها، والعاطفة المزيفة لا تخفي نفسها.. إذاًما هو سر العاطفة التي توضح نفسها بهذه العلانية..؟!.
من هنا نعيش جمالها لأننا بإحساسنا نصدقها او نكذبها.. على خلاف العواطف الأخرى، التي يمكن ان تستمر بزيفها وحقيقتها بالوقت نفسه.
وهنا الحديث الشريف: «الأرواح جنود مجندة.. ما تجاذب منها ائتلف وما تنافر منها اختلف...».
وهذا يشعرني بمن أحب وبمن أتآلف ويفسر لماذا نحب.. فعالمنا الداخلي المغلق الذي لا يستطيع أحد ان يسبره.. فقط هي العاطفة تملك هذا المفتاح السحري الذي يمكن ان تتدفق معه أحاسيسنا ومشاعرنا وما نرغب به.[/size][/b]