أقدمت السلطات المصرية يوم الاثنين الماضي على إغلاق قناة "الحكمة" الفضائية ذات التوجه الإسلامي دون سابق إنذار، وقامت بقطع البث فجأة دون إعلام أي طرف أو مسؤول بالقناة.
وأعرب المهندس وسام عبد الوارث رئيس مجلس القناة في حديث صحفي نُشر اليوم الأربعاء (29/10) عن اعتقاده بأن حملة بثتها القناة منذ فترة لدعم الشعب الفلسطيني والمطالبة بفتح معبر رفح قد تكون سبباً مباشراً لإغلاق القناة.
وأضاف: "أن جهات نافذة كانت قد أصدرت أوامرها من قبل بمنع البث المباشر، مما تطلب عرض المواد على إحدى الجهات الرسمية لإجازتها قبل السماح بعرضها، غير أن مسؤولاً بارزاً بالشركة المصرية للأقمار الصناعية أبلغ رئاسة القناة خلال الساعات الماضية بوقف البث نهائياً دون إبداء أي أسباب".
ونصح المسؤول إدارة القناة بعدم بذل الجهد والمال في محاولات يائسة لإعادة الفضائية للعمل مجدداً، وقال لرئيس مجلس إدارة "الحكمة": "لن يسمح لكم بأي حال باستئناف البث نهائياً امتثالاً لتعليمات عليا.
وكانت القناة قد تبنت حملة أخرى مناصرة للمسجد الأقصى ودعت الحكومات العربية والشعوب بالتدخل لحمايته من المخططات الصهيونية الرامية لتدميره.
ويشير عبد الوارث إلى أن الأجهزة المسؤولة لم تعترض على "حملة الأقصى" على العكس من "حملة رفع الحصار" والتي أدت لانزعاج واسع نجم عنه صدور قرار تعليق البث على الهواء.
وفشلت مساعي قيادة قناة الحكمة التي استمرت على مدار ستة أشهر في إعادة البث المباشر حيث ظلت تكتفي إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية فقط بالبث غير المباشر المعتمد على إعادة عرض مواد وبرامج قديمة حتى جاء قرارها الأخير بإغلاق الفضائية نهائياً.
وتعرضت القناة لخسائر تجاوزت ثلاثة ملايين جنيه بعد فسخ العديد من العقود والصفقات التي أبرمت مع شركات دعائية.
وقد أطلق العاملون بالقناة بياناً طالبوا فيه الرئيس مبارك بالتدخل من أجل إعادة افتتاح القناة في القريب العاجل وإزالة كافة العقبات التي تحول بينها وبين التواصل مع المشاهدين.
وكان موظفو الحكمة يأملون أن تحل جميع مشاكلهم غير أنهم فوجئوا بقرار صادر إليهم بإخلاء المكاتب والاستوديوهات تمهيداً لتسليمها للشركة المسؤولة، ولم تفلح الجهود التي بذلها رئيس الحكمة مع المؤسسات المختلفة من أجل الحيلولة دون إلغاء الترخيص الممنوح للقناة بالعمل.
وكانت قد سادت حالة من الخوف والترقب في أوساط الفضائيات الدينية المختلفة حيث تم الترويج لمعلومات قوية مفادها أن الحكومة المصرية سوف تقوم بإغلاق جميع الفضائيات الدينية تباعاً بعد إنهاء مهمة ملقاة على عاتق كل منها تتمثل في محاصرة جماعة الإخوان المسلمين والعمل على إقناع الشارع بالانفضاض عنها.
وكان وزير الإعلام أنس الفقي قد أعلن بأنه لن يسمح بوجود قنوات دينية على القمر الصناعي المصري، ما أثار هلعاً في أوساط تلك الفضائيات.