كانا قد التقيا صدفة
في ذلك المكان العام الكبير
وفي وسط الحشود الكثيرة
الكثيرة جداً
جلس كل منهما في مقابل الأخر
من غير ترتيب مسبق
نظرا إلى بعضهما البعض
فجأة
من أنتِ
أنا الطفلة الصغيرة .......الكبيرة
التي ولدت لا لتكون
إمرأة عادية مثل كل النساء
ولدت لأكون نجمة عالية في السماء
نجمة تعطي نورها إلى كل المحتاجين
لكل التائهين
لكني نجمة عالية – عالية جداً
لا يراني إلا من يستطيع
أن يرفع رأسه عالياً
بعيد فوق غيوم السماء
قالت له ......وأنتَ
من أنتَ ؟؟؟
قال لها
أنا ياسيدتي
ليست سوى رجل ما
قرر أن يحمل حقيبته
ويمضي
يمضي ليوزع الابتسامة
الابتسامة الصادقة النقية
على كل المحتاجين في بقاع الأرض
أنا رجل
وقع اتفاقاً أبدياً
أن يسافر دوماً تحت المطر
لكي يحمي بمظلته الصغيرة
كل الشاردين تحت المطر
لكني في الوقت نفسه
رجل خفي لا يراني إلا أصحاب القلوب النقية
القلوب القوية الطاهرة
قال لها .....
وأنتِ أيها النجمة
بماذا تحلمين؟؟؟؟؟؟؟
نظرت بخجل إلى عينيه الزرقاوتين
أحلم أيها المسافر أن يكون لي
قمراً صغير ...قمراً حنون
قمراً يعطي هذه النجمة ( يعطيني)
جزءاً من نوره يحميني به
قمراً يأخذني بروعته
في سفرٍ بعيد
بعيدٍ جداً
حيث لا يوجد إلا أنا وهو
نجمة وقمر فقط
وأنتَ أيها الرجل الغريب
بماذا تحلم
في ليلك المسافر الطويل
تنهد بكل كبرياء
وكان ينظر إلى حركة أصابعها الرقيقة
أحلم أيتها النجمة
أن أشعل ناراً كبيرةً
كبيرة جداً
أغير بها ملامح مساء الأرض
وأقلبها جميعاً
من مجرد نساء
إلى نجوم عالية في السماء
ثم أحمل حقيبتي
وألبس نجمة مميزة
معطفاً علي...يحميني من برد الشتاء
وأمضي
قالت له وعندما ينتهي الشتاء
ماذا ستفعل في معطفك هذا
أجابها بابتسامة الحكماء
وقتها سيكون المعطف
أصبح جزاً من أضلعي
ينبض بداخلي
ونصبح أنا وهو
شيء واحد ... في جسد واحد
كل هذا الكلام الطويل
ولم يقتربا من بعضهما أبدا
كل هذا الغزل الشفاف
وكل منهم لم ينطق بكلمة واحدة
لكن العيون هي من كانت تتكلم
في اللحظة التالية
ودون سابق انذار
أعلن انتهاء الاجتماع الكبير
( الذي كان قد جمعهما صدفة)
وذهبت الحشود كلاً الى عالمه
أما هو ........وهي
فقد ودع كل منهما الآخر
من بعيد... مثلما التقيا
هي عادت إلى
السماء
لتكون نجمة تبحث عن قمرها المميز
وهو حمل حقيبته وبدء
سفره الطويل
بحثاً عن معطفه الأنيق