موضوع: غلق المقاهي بين الـ"آه" والـ"لأ" الإثنين ديسمبر 22, 2008 9:24 am
غلق المقاهي بين الـ"آه" والـ"لأ"
أسعدني كثيرا قرار غلق المقاهي والكافتيريات بعد الساعة الثانية عشر مساءً لا لشيء إلا للشعور ببعض الفرحة والشماتة في أصحاب هؤلاء المقاهي والكافتيريات الذين ملأوا الشوارع والطرقات ليلا ونهارا وجمعوا خليطا عجيبا من "المشيشين" والعاطلين أو على أقل تقدير من لديهم وقت فراغ كبير ولا يجدون ما يفعلونه إلا النظر للغادي والرائح أو للمزيد من الدقة الغادية والرائحة ولا مانع من إطلاق بعض الكلمات سواء العفيفة أو الخفيفة مثل: إيه الجمال ده كله! أو: اتفضل يا جميل! إلى بعض الكلمات الكفيلة بحرق الدم والأعصاب بل وامتدت إلى مد الأيدي في بعض المناطق، وكما سمعت بنفسي من ناس تعرضوا لهذا أو رأوه رأي العين. فأنا -وللحق يقال وللأسف الشديد أيضا- لن أستفيد فعليا من هذا القرار؛ حيث إني لست من هواة السهر أو التجول في الطرقات بعد الثامنة أو التاسعة مساءً على أقصى تقدير وبالتالي لن أشاهد هذا المشهد الساحر والمتمثل في البوابة المغلقة لمقهى في الطريق لكن يكفي شعوري بالفرحة من القيام بخطوة ما تجاه هذه الظاهرة التي أراها وربما يراها غيري مستفزة. حيث لم تصبح كراسي المقهى في نطاق حيز محدد أو مكان مغلق، بل امتدت للرصيف المقام عليه المقهى، وهذا قد يكون مفهوما في طبيعتنا المصرية الخالدة حيث لا احترام لمبدأ الرصيف إطلاقا أو أنه من حق الناس الذين يسيرون على أقدامهم -حيث إنهم ليسوا بأربع عجلات- بل أصبح الرصيف حقا خالصا لا نزاع عليه لأصحاب المحلات والمقاهي، بل امتد الأمر للرصيف المقابل أيضا وخاصة إذا كان خاليا من المحلات مثل الطرق التي يسير بها مترو الأنفاق مثلا ، حيث المقاهي على جانبي الرصيف سواء الذي يوجد عليه المقهى أو المجاور للمترو وامتد إلى تحت الرصيف أيضا، بحيث يصبح من يسير في الطريق على قدميه أو بمعنى أدق من تسير على قدميها بين اختيارين أحلاهما مر؛ الأول هو أن تسير بين الكراسي المرصوصة والبشر -أو من يعتبرون مجازا بشرا- الجالسين عليها والاختيار الآخر أن تسير في وسط الطريق مغامِرة بأن تدهسها عربة مسرعة وفي أحيان كثيرة يكون الاختيار الثاني هو الحل الأمثل؛ فهي أرحم في كثير من الأحيان من فقط النظر إلى وجوه بعض الجالسين عليها أو التعرض لمجرد نظرة منهم.
هذا بالطبع بالإضافة إلى ما يقومون به من أفعال لا توصف بأقل من أنها مزعجة لساكني المنازل المجاورة والذين كان القرار في مصلحتهم بالفعل ولحمايتهم من الإزعاج المتواصل لأربعة وعشرين ساعة غير عابئين بالمريض أو الطالب أو من لديه عمل مبكرا. لكن ما أحبطني أني لم أجد إجماعا على صواب هذا القرار أو فرحة عارمة مثل التي قوبل بها ما فعله "منتظر الزيدي"، هذا على اعتبار أن القرار سيتم تنفيذه أصلا ولن يوضع في أدراج مغلقة مثل غيره من القرارت بعد أن تمتلئ الأدراج الباقية بما لذ وطاب ويكفي تماما لتأجيله إلى يوم القيامة.
بل وجدت أن الكثيرين غير مهتمين بالقرار أصلا بل ووصل الأمر بالبعض حتى من غير مالكي هذه المقاهي أو الجالسين عليها إلى انتقاده بشدة متسائلين عن مصير من يجلس عليها وأن الأفضل أن يمارسوا أنشطتهم علنا بدلا أن يمارسوها في شقق مغلقة!!..
صدمني هذا الفتور لمحاولة علاج ظاهرة تستفز الكثيرين بشدة ومن فترة كبيرة حيث انتشرت المقاهي بشكل لا يطاق وأصبحت تهدد بالفعل الساكنين بجوراها، وكانت سعادتي بالقرار على اعتبار أنه قد يكون خطوة لتقنينها تمهيدا لإغلاقها تماما أو على الأقل تكون في مكان مغلق لا يستطيع من يجلس عليه أن يتعرض بأذى لأي عابر في الطريق أو أن يقوموا بإشغاله. لكن هذا الفتور للبعض والاعتراض للبعض الآخر لا أجد أمامه سوى أن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل في حال هذا البلد الذي لا أدري من الجاني ومن المجني عليه فيه، وهل هناك أي أمل في إصلاح أي شيء أو الإجماع أو حتى شبه الإجماع على قرار يجعل من يعيشون فيه يشعرون أنهم بشر ولهم حقوق من حقهم أن يطالبوا بها؟ أم إنها ستظل من سيئ إلى أسوأ إلى....؟! ولا عزاء لأي فرد فيه. [/size]
قطرات الندى عضو ذهبى
عدد الرسائل : 912 العمر : 44 العمل/الترفيه : توتيى المزاج : رومانسى تاريخ التسجيل : 25/10/2008
موضوع: رد: غلق المقاهي بين الـ"آه" والـ"لأ" الخميس يناير 01, 2009 3:27 am