موضوع: النقد البنَّاء في الحب بعيد عن عداد القلب الجمعة يناير 02, 2009 1:51 pm
العلاقة بين أي اتنين بيحبوا بعض أكيد بتسمح أن أي طرف من الطرفين يبدي ملاحظاته على الطرف الآخر، لكن المشكلة مش في إبداء الرأي، في إن الطرف ده هيتقبل النقد ولاّ مش هيتقبله، وهل لو تقبله مش هيقارنه بمعدل الحب وعداده؟! قال إيه شرابي مدلدل وكاوية شعري بمكواة رِجل كتير أو معظمنا أو كلنا بيحب يشوف حبيبه أو حبيبته في أحسن صورها ودايماً جميلة.. لكن في ساعات كتيييييييير الواحد بيكون مستعجل وده معناه إنه (بيتسربع) علشان (مايلطعش) حبيبه في الشارع فالاستعجال ده ممكن ينتج عنه أن الواحد مايهتمش أن يلمع حذائه أو تنزل البنت من غير ما تكوي البلوزة أو تحط ميكب -ولو أنها مش فارقة- وعندما يتقابلان يُصدَم الطرف الآخر بما رآه.. فيخرج منه رد فعل عاااااادي وطبيعي: إنت منظرك عامل كده ليه؟.. هنا تخرج الكلمة كالرصاصة التي اخترقت الرأس.. وتبدأ الهواجس تدور في الذهن والشيطان يمارس هوايته ويوسوس: النهارده مش عاجبه شكلك بكرة مش عاجبه لبسك بعده إنتِ نفسكِ مش عاجباه، على فكرة ده حبه قل جداً ليكي ومش بقى مهتم بيكي زي الأول، وبعدين ده قاصد يجرحك ويهينك ويفهِّمك إنك مش استايل زي الأول... لأ لأ لأ ده أكيد حبه قلّ مش زي الأول مش هو ده اللي أنا حبيته.
الموضوع مش إن حبه قل ولا حاجة، الموضوع كله إن ثقافتنا دايماً مبنية على أن "حبيبك يبلع لك الزلط.. وعدوك يتمنى لك الغلط" فبالطبع دايماً بنرفض أي حد ينتقدنا وبنترجم ده على إنه مش حب يعني اللي بينتقدك لازم يكون بيكرهك.
يعني لو رايحة تشوفي حبيبك ومنظرك شبه "شادية" في فيلم أضواء المدينة "شراب مدلدل وكاوية شعرك بمكواة رجل" وحبيبك أبدى أي اعتراض زي عمنا الفنان "أحمد مظهر" تبقى مصيبته سودا، لكن لو قابلك بابتسامة عريضة تظهر أسنانه وكلام معسول عن الموضة الجديدة اللي ابتدعتيها في فن كرمشة الشراب ولاّ التسريحة الهايلة اللي تخلي شعرك مدخن على طول ولا مدخنة أحسنها كبابجي يبقى في الحالة دي بيحبك.. (طبعاً أشك)؛ لأن حبيبك دايما وزي ما قلنا وبنأكِّد إنه بيحب يشوفك في أحسن صورة وأحسن شكل أو زي ما هو متعود يشوفك علشان كده لما بيتغير الشكل اللي هو معتاد عليه بيبدي ملاحظاته. أنتِ يا بت يا سُكَيْننة
ممكن في مرة من المرات تلاقي حبيبتك جاية مظهرها مش زي ما أنت متعود يعني لو متعود إنها بتلبس جيبات وفجأة لاقيتها داخله عليك لابسة بنطلون مش لازم تقابلها بتكشيرة وتديها كلمتين في عضمها (ممكن تكلميني شوية عن الزفت اللي أنت مهبباه والقطران اللي إنت لابساه -وكأنك تحولت لعامل رصف في الطرق والكباري- وينتهي الحال أنه لو كنتم خارجين أو ناويين تتفسحوا، تبقى نكدت على نفسك وعليها واليوم (باظ)؛ لأن أكيد هي مش هتسكت وهي حاسة إنك اتحولت واتوحشت وبقيت شخص تاني خاااااالص عينه طالعة لبره ولسانه بينقط سم لازم ساعتها تقلب هي كمان وشها بسبب الطريقة اللي أنت قابلتها بيها، خاصة لو كانت راسمة إنك تقابلها بالورود والكلام المعسول والحركات دي على أساس إنها عاملة نيو لوووووك علشان خاطرك.. ساعتها تفسّر نقدك بأن حبك ليها قلّ ومش عاجبك أي حاجة هي بتعملها علشان خاطرك وإنك دايماً بتنتقدها ومش طايقها وطريقتك معاها بقت صعبة قووووي.
عارف كان ممكن الموقف يتغير خالص لو إنك قابلتها بابتسامة خفيفة من ورا القلب وسألتها بهدوء: أنا أول مرة أشوفك لابسة بنطلون يعني.. وأياً كان الرد ممكن تقول: أنا باحب شكلك بالجيب أكتر وماحبِّش أشوفك لابسة بنطلون؛ لأن الجيب بتليق عليكي أكتر.. في الحالة دي كان ممكن الموقف يتغير خاااااالص.. آه والله.
علشان كده مش دايماً طريقة التعبير بين الطرفين بتكون لطيفة؛ لأن في ساعات كتييير الطريقة بتكون مش "لطيفة" -ولا "سميرة سعيد" حتى- في توصيل الملاحظة وده أكيد بيزعّل الطرف الآخر.. يعني المفروض إنه لو لنا أي ملاحظات على الطرف الآخر تكون بأسلوب لذيذ ومهذب مهما كانت العلاقة بين الطرفين التي تسمح بأن تبدي رأيك بمنتهى الأريحية والصراحة..
فمثلاً لو تخيلنا إننا في عيد ميلاد أحد أصدقائنا من الجامعة بعد التخرج، ووجدت حبيبتك بعض أصدقائها وصديقاتها في الدفعة وبدأت في تناول أطراف الحديث والأفشات حتى ارتفع صوتهم -طبعاً حاجة تنرفز- ده مش معناه إنك تروح عندها وتكلمها بشخط ونتر، وتقول: كفاية كده علشان عندي شغل الصبح بدري ومش فاضي للكلام ده خالص، وتمشي حتى من غير ما تقول: السلام عليكم. خليك من النُقّاد مش من الحُقّاد دايما فيه تشبيه للنقاد مرتبط بيهم بيقول: إن الناقد والمنقود شبه القضيبين لا يمكن أن يتلاقيا لكنهما يسيران في نفس الاتجاه، وفي موضوعنا ده يهمنا أن النقد بين الطرفين يخلينا نمشي في نفس الاتجاه ونتلاقى أيضاً. لكن السؤال دلوقتي ممكن تدي لنفسك فرصة تتقبل نقد الطرف الآخر وتناقشه ولاّ نمشِّي اللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه يشرب من... النقد؟!!