أعطانا الله ثروة هائلة ، ومركزاً استراتيجياً خطيراً ، وتراثاً روحياً عظيماً فماذا فعلنا بها ؟؟؟
اشترينا بها محطات إذاعية وقنوات فضائية نهاجم فيها بعضنا البعض . وأقمنا بها صحفاً نشتم فيها بعضنا البعض . وأعددنا انقلابات ومؤتمرات نقتل بها حكاماً ونرفع بها حكاماً ونخفض بها حكاماً آخرين . وحاربنا بعضنا . وأنفقنا أموالاً طائلة في تدمير بيوتنا وتخريب مدننا وفرش شوارعنا بالأشلاء والعظام ودم الأبرياء ......
لو أننا أنفقنا هذه الثروات الضخمة في بناء أنفسنا ، وفي توحيد صفوفنا ، وفي استرداد ما فقدناه من أراضينا لما كان هذا حالنا !! وغيرنا استفاد من المال القليل الذي يملكه ليقيم المصانع الضخمة ، ويسير أساطيل الطائرات ، ويبني ألوف الجامعات ومعاهد الأبحاث !!!
الشيء العجيب أننا ونحن فقراء معدمون استطعنا أن نبني إمبراطورية تمتد من الصين والهند وتصل حدود فرنسا !!! العجيب أننا ونحن مفلسون كانت لنا حضارات تغزو العالم ! وكان أحد الجنرالات الأوروبيون يقول : إن أهل اسبانيا كانوا أنظف أهل أوروبا ، لأن العرب حملوا إليهم النظافة ، فوضوء المسلم جعل الأسباني يقلده في أن يستحم عدة مرات في اليوم !!!!
وقال الجنرال ديجول : لولا أن العرب في أسبانيا اختلفوا مع بعضهم البعض لكانت فرنسا دولة عربية !!!!
ما الفرق بيننا ونحن فقراء وبيننا ونحن أثرياء !! كنا ونحن فقراء و جيوبنا خاوية قلوبنا عامرة بالإيمان ، وأصبحنا ونحن أثرياء جيوبنا مليئة بالملايين وأرواحنا شاردة ، أعمتنا المطامع ، وضللتنا الشهوات ، وأفسدنا التقليد ، وفرقتنا الصغائر ، ومزقننا الأهواء !!!!!!
كل هذه الأموال الطائلة ممكن أن تقوينا قوة هائلة إذا اتحدنا ،وإذا جمعنا صفوفنا المتفرقة ، وإذا وجهنا سهامنا إلى أعدائنا لا إلى أنفسنا ، ولكن هذه الأموال تتحول إلى قوة مدمرة إذا استعملناها في تحطيم أنفسنا ، وفي تفريق كلمتنا ، وفي شراء طين نلقيه على بعضنا البعض .........
(( المال في يد العاقل نعمة ........... وفي يد الجاهل نقمة .... ))
تحياتي
الحبيب الغالي
و تبقي انت الوحيد الذي كسرني فراقه