ليتك تعلم كم في صمتي من كلمات

لست أدري كيف أبدأ

قلمي لا يطاوع يدي

وقلبي لا تطاوعه الكلمات

وصمتي ما زال يسيطر على ذلك وتلك وذاك

أعلم أن كلماتي تستطيع أن تسافر إليك عبر الأثير

لكنها أحبت أن تنطبع بين يديك لتراها عينك ويستشعرها قلبك

ففي هذا عتق لها من قيد الصمت الذي يأسرها بين قضبان الصدر

فتحرق بلهيبها ذاك القلب الذي أذابه أوارها فزاده خفقانا أعاد الحياة في
جسدي

ليتك تعلم كم في صمتي من كلمات

إنني أسكبها بين يديك ممزوجة بالشوق للكلام

متلهفة لحرية التعبير عن الذات الحزينة

علها تخرجني من صمتي

أطبعها لك علها تشم من عرفك الشذي ضوع عطره

أو تنطبع قبلة على جبينك الوضّاء

أو علها تجد في أحضانك دفء الحنان وأمن الحب

فينتهي بذلك شتاءها القارس الذي طالما أرّقها وأغضّ مضجعها

فتغفو على صدرك هنيهة فتحظى بأجمل لحظات حياتها

في رفارف الخلد في جنات الأماني

ولئن أخرجني شيطان الصمت من جنانك

وأعادني إلى نيران الحزن و الأسى

فلأنت أرحم من أن تتركني أحترق بلهيب البعد والنوى

ولأنت أوصل من وريدي وروحي

ألا يعز عليك تركي وحيدة نهب صمتي