همس الروح الادارة
عدد الرسائل : 2919 الموقع : عيون حبيبى العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : رومانسى المهنة : الهواية : لأوسمة : تاريخ التسجيل : 23/06/2008
| موضوع: ليلة البيبى دول أم ليلة البوكسر الجمعة يوليو 18, 2008 11:59 pm | |
| عندما تنتظر عاماً كاملاً وربما أكثر على عرض فيلم سمعت وقرأت وعرفت أنه الأضخم إنتاجاً في تاريخ السينما المصرية والعربية.. فإنك تعتقد أن تشاهد حدثاً سينمائياً تاريخياً، وستتوقع أنه الأفضل في القصة والأداء والإخراج.. وستفخر أننا نستطيع صنع أفلام عالمية وعلى مستوى عالي جداً من الجودة.
أخيرا.. الفيلم سيعرض اليوم.. ويمكنك مشاهدته بعد ساعات قليلة.. تذهب إلى دار العرض لتحجز تذكرة لك ولأصدقائك وتجلس مترقباً مشاهدة المعجزة السينمائية.. تُسود الشاشة ويكتب اسم الفيلم.. بدون مقدمات.. بدون إعلانات.. يبدأ.. (ليلة البيبي دول).. القصة المفقودةمن نيويورك.. مدينة ناطحات السحاب والشوارع الضيقة، تبدأ القصة حيث يعيش حسام (محمود عبد العزيز) الذي يعمل في مجال السياحة وفي نفس الوقت يعالج من عدم الإنجاب في إحدى المستشفيات. يقرر حسام أن يشتري لزوجته سميحة (سلاف فواخرجي) هدية صغيرة قبل أن يلقاها في القاهرة وهي عبارة عن (بيبي دول Baby Doll)، وهو لمن لا يعرفه قميص نوم قصير وشفاف.
يعود حسام إلى القاهرة ومعه وفد سياحي أمريكي لقضاء ليلة رأس السنة، وهي الليلة الوحيدة التي سيقابل فيها زوجته ويقضي معها بضع ساعات، في نفس الوقت الذي يستعد فيه عوضين الأسيوطي (نور الشريف) لعملية إرهابية تقتضي تفجير شنطة وضعها في الفندق الذي ينزل به الوفد.
من المفترض أن تكون هذه هي القصة الرئيسية للفيلم، ولكن تخللت تلك القصة العديد من الشخصيات ما بين المتماشية مع الأحداث وما بين المحشورة دون أي مبرر درامي، مثل شخصيات سارة شرودر (ليلى علوي)، وجنرال ديفيد (جميل راتب) أو حتى دور شكري (جمال سليمان)، فضلاً عن أدوار أثرت سلباً على دراما الفيلم مثل نيكول سابا وغادة عبد الرازق. تعرف إيه عن المنطق؟!عدم وجود منطق هو شعار هذا الفيلم، الذي لم يستطع تقديم مبررات أو أسباب مقنعة للحبكات الرئيسية، وأولها هو هذا التساؤل... هل من الواقعي أن يصل وفد سياحي أمريكي إلى القاهرة صباحاً لقضاء ليلة رأس السنة ثم المغادرة في اليوم التالي بعد أن استغرقت رحلة الذهاب وحدها أكثر من 15 ساعة ؟!
وهل من الطبيعي أن تكون حقائبهم جميعاً متشابهة؟، وكيف عرف عوضين الأسيوطي شكل الشنطة وقام بعمل واحدة مثلها ليضع بها المتفجرات؟!، وكيف دخلت الشنطة إلى الفندق عبر جهاز كشف المحتويات الموجود بجميع الفنادق الكبرى بمصر؟!
أما عن الأخطاء التي واجهت شخصيتي حسام وسميحة، فهل من الطبيعي أن يرى الزوج زوجته مرة واحدة خلال السنة؟، وكيف يمكن للزوجة أن تترك فجأة شقة الزوجية وتتصرف فيها بدون علم زوجها العائد من السفر وتقيم لدى صديقتها، الذي تصادف أيضاً سفر زوجها وعودته في نفس يوم عودة حسام؟!
جاءت شخصية عوضين كمحاكاة لشخصية أسامة بن لادن، وهو أكبر خطأ ارتكب في الفيلم.. حيث يتجول عوضين الأسيوطي بحرية بين الناس الذين لا يعرفونه فقط لأنه حلق ذقنه.. فهل إذا حلق أسامة بن لادن ذقنه سيتجول بتلك الطلاقة ويقوم بتنفيذ عملية إرهابية بنفسه ويركب مع سائق تاكسي لن يتعرف عليه لمجرد أنه بلا ذقن؟!
أيضاً فيما يخص العملية الإرهابية نفسها، فالريموت المستخدم في التفجير يعمل بالبطاريات، فهل من المنطقي أن تفسد العملية لمجرد نزع البطاريات وعدم وجود بدائل أخرى؟
للأسف كل هذه "اللامنطقية" أفسدت الفيلم تماماً، مع العلم أن السيناريو كان من الممكن أن يعدل ببساطة لتلافي هذه الأخطاء. مشاهد مبعثرةكان من أكثر العوامل التي جعلت الفيلم عالي التكلفة هي أماكن التصوير في أمريكا وأوروبا.. والتي استغلت في حشو العديد من مشاهد الفلاش باك (Flash Back) أي العودة بالذاكرة لحدث انتهى في الماضي بسبب وبلا سبب... فكل بطل في الفيلم يسرح بخياله قليلاً ينقلنا إلى مشهد للوراء.
انتقل بنا المخرج إلى أمريكا حوالي 5 مرات والعراق أكثر من 6 مرات وفلسطين 3 مرات وبراغ مرة واحدة في مشاهد لم تكن جميعها ضرورية بالمرة.
من أكثر تلك المشاهد المحشورة والتي لم يفهمها أحد.. المشهد الذي كانت ترقص فيه علا غانم في أحد الفنادق وهي تصرخ والقنابل تنهال من حولها، ويجتمع حولها أشخاص يمزقون فستانها في تعبير غير مباشر عن العراق التي ينهشها كل واحد من ناحية.. ويجلس جندي أمريكي يشاهدها ولا يقدر على الاقتراب منها ثم ينتحر.
أما المشهد الآخر الذي تكلف مبلغاً طائلاً فهو في أحد معسكرات التعذيب النازية، حيث كانت تحكي سارة شرودر عن جدتها وجدها اليهوديين وكيف قتلوا، المشهد استمر حوالي 10 دقائق ولم يكن له أي داعي. إيجابيات بسيطة بعيداً عن القصة وعدم وجودها أصلاً، إلا أن هناك أشياء أخرى ساعدت على الاستمتاع بالفيلم وأولهم الموسيقى التصويرية لياسر عبد الرحمن حيث جاءت قوية وملائمة للمشاهد، ثانياً التصوير والخدع السينمائية عالية الجودة التي ظهرت من خلال مشهد تفجيرات 11 سبتمبر ومشاهد التعذيب في سجن أبو غريب.
أما عمن أدوا أدوارهم ببراعة وفي نطاق ما تم كتابته لشخصيتهم، فعلى رأس القائمة يأتي محمود حميدة والذي قام بدور ضابط أمن الدولة المسئول عن حماية الوفد الأمريكي، فشكله وطريقة كلامه وتعبيرات وجهه ساعدته تماماً على أداء دوره.
ثم يجيء دور أحمد مكي في دور زغلول سائق التاكسي، الذي أوصل عوضين الأسيوطي إلى الفندق، فهو مجرد شخص بسيط يستمع إلى شعبان عبد الرحيم ويشرب الحشيش لعمل دماغ تعينه على تحمل مصاعب الحياة.
وأخيراً يأتي دور الإذاعي أسامة منير الذي أدى دور زوج صديقة سميحة العائد من السفر ليجد صديقة زوجته وزوجها في غرفة نومه!، مشهد غير مبرر هو الآخر، ولكن كان ظهوره بخفة دمه في مشهدين ملطفاً للأجواء. عرفان بالجميلبالرغم من تاريخ عبد الحي أديب الحافل وبصماته الواضحة التي تركها على السينما المصرية، إلا أنه لم يوفق بالمرة في هذا السيناريو الذي افتقد الحبكة الدرامية والواقعية في بناء الشخصيات، فللأسف نهاية مشواره في (ليلة البيبي دول) لم يكن مثل قوة بدايته في فيلم (باب الحديد) عام 1958.
فالنص جاء سطحياً ومباشراً ومملاً وساذجاً للغاية والشخصيات لم تكن واقعية، بل غير منطقية ولا مقنعة في كثير من المشاهد.. فيلم لديه جميع العناصر والمقومات التي تضمن النجاح الكاسح ولكنه للأسف افتقر إلى القصة!
فقط جاء هذا العمل كتقدير وشكر من أبناءه عادل أديب وعماد أديب على إنجازاته في تاريخ السينما، مجرد عرفان من الأبناء لأعمال الأب الراحل. أين ذهب البيبي دول؟! ربما يتساءل البعض أين ذهب البيبي دول؟!، ولماذا لم نراه إلا في لمحة من المشهد الذي ظهر حسام وهو يشتريه من إحدى محلات نيويورك؟!
لم نرَ إلا "بوكسر" حسام في ثلاثة مشاهد متكررة وهو يرقص، فالأدعى أن يسمى الفيلم (ليلة البوكسر)، أما البيبي دول فأعتقد أن من فازت به في النهاية هي روبي في أغنيتها الأخيرة .. كانت الأغنية رائعة ولكن كالعادة ملابس روبي لم تكن ملائمة للأحداث الأخيرة، ولكننا على الأقل شاهدنا عنوان الفيلم!
لقد طرح صناع الفيلم هذا التساؤل.. هل يمكن لليلة واحدة من المتعة أن تمحو 60 عاماً من الألم؟
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: ليلة البيبى دول أم ليلة البوكسر السبت يوليو 19, 2008 7:10 am | |
| |
|