كان لدى مصر أسطول لصيد الأسماك من أعالى البحار وهى مراكب مزوده بالرادار وبثلاجات وللأسماك
وقد باعت مصر الأسطول ولم تشترى بدلا منه استوردت 148 ألف طن العام الماضي لسد الفجوة.. إسرائيل أدخلت "الاستاكوزا" إلى مصر للقضاء على ثروتها السمكية من النيل والبحيرات
كتب: حسين البربري (المصريون) : بتاريخ 22 - 7 - 2008
كشفت إحصائية حديثة صادرة عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية عن أن مصر استوردت 148.16 ألف طن أسماك عام 2007 لسد النقص في السوق المصري ، رغم امتلاكها للعديد من المسطحات المائية مثل نهر النيل وبحيرات البرلس والمنزلة وناصر وقارون ، بالإضافة إلى السواحل الممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط.
وأرجعت الإحصائية أسباب استيراد مصر لهذه الكمية الكبيرة من الأسماك إلى ضعف قانون حماية الثروة السمكية وعدم وضوح الكثير من مواده غير الرادعة ، مما أدى إلى وجود العديد من التعديات غير المشروعة التي تعوق هذه الصناعة الحيوية .
من جانبه ، أكد المهندس فريد الصالح علوبة عضو جمعية أبو الهول للصيادين وجود تعديات كثيرة على أسماك نهر النيل ، من بينها وجود أنواع من الشباك غير الصالحة للصيد نظرا لأنها ذات عيون ضيقة ولا تترك وراءها أسماكا كبيرة ولا صغيرة ، وخاصة سمك البلطي الذي يعد السمك الرئيسي لنهر النيل ، حيث يتم صيد الأسماك التي لا يتجاوز طولها 10 سم ولا يزيد وزنها على 150 جراما ، وهو صيد غير قانوني لأنه يحرم الأسماك الصغيرة من فرص النمو ومن أن يصل طولها ووزنها إلى الحد المصرح به حتى تزيد حصيلة الصياد ويرتفع سعر السمك.
وأضاف انه ظهرت في الآونة الأخيرة طرق غير مشروعة لصيد الأسماك وخاصة في نهر النيل ، مثل الصيد بالصعق الكهربائي ، مما يؤدي إلى صعق كل الأسماك الموجودة في محيط 25 مترا مربعا ، فتموت كل الأسماك بلا استثناء ويتم التقاط الكبيرة منها بينما تترك الصغيرة فريسة سهلة لطيور البحر الجارحة بعد أن تطفو على السطح.
ولفت إلى أن هناك طريقة أخرى تستخدم فيها المبيدات الحشرية والزراعية ، وخاصة المبيد الزراعي "لانت" شديد السمية ، حيث يتم خلط ذلك المبيد بالدقيق والخبز أو بديدان الأرض الموجودة على ضفاف النيل ، ثم يتم إلقاء ذلك المخلوط في المياه لتتناوله الأسماك الكبيرة والصغيرة فتموت وتطفو على السطح ، فيأخذ الصياد الأسماك ذات الحجم الكبير منها ويترك الصغيرة فريسة للطيور.
ويؤكد الدكتور أحمد عبد الفتاح بالمعمل المركزي للثروة السمكية أن مشاكل الثروة السمكية في مصر تتلخص في عدة نقاط ، أهمها وجود سمكة الاستاكوزا التي تعد من أخطر الأسماك التي يمكن أن تضعف الناتج القومي من الأسماك ، لأنها تتغذى على سمكة البلطي التي تمثل 90% من الأسماك المستخرجة من نهر النيل والبحيرات .
وأوضح أن هذه السمكة أدخلتها إسرائيل إلى مصر عن طريق توريد هذه الزريعة لإحدى مزارع محافظة الإسماعيلية على أنها استاكوزا المياه المالحة ، ثم انتشرت بسرعة البرق في المزارع والمصارف وترع الوجه البحري.
وأضاف أن تركز الصيد في فترة التزاوج ووضع البيض يمثل مشكلة أخرى ، إذ من المعروف أن اسماك البلطي يتم تزاوجها في الفترة من شهر مارس حتى مايو وتكون إناث الأسماك محملة في هذه الفترة بالبيض وتستعد لوضعه ، وبالتالي فإنه يتم فقدان أعداد لا حصر لها من الأسماك في حالة اصطيادها قبل وضع البيض .
ولفت عبد الفتاح إلى مشكلة التلوث التي تؤثر تأثيرا مباشرا على الحياة السمكية في مصر ، حيث يوجد في معظم البحيرات ـ وخاصة البرلس ـ أكثر من مصدر للتلوث ، مثل التلوث البيئي الناتج عن الصرف من مخلفات المصانع والشركات ، فضلا عن الصرف الزراعي والصحي.